دروبنا
لا تسأل عن الطريق .. أنت الطريق و لا تسأل عن الخلاص .. أنت الخلاص. قد .. لا تسير مع التيار بل كن أنت التيار
اتصل بنا
حولنا
  • الصفحة الرئيسية
  • التصنيفات
    • سهولنا و جبالنا
    • تاريخنا و آثارنا
    • حكاياتنا بحاراتنا
  • الأرشيف
  • اتصل بنا
  • عن المدونة
No Result
View All Result
دروبنا
  • الصفحة الرئيسية
  • التصنيفات
    • سهولنا و جبالنا
    • تاريخنا و آثارنا
    • حكاياتنا بحاراتنا
  • الأرشيف
  • اتصل بنا
  • عن المدونة
No Result
View All Result
Plugin Install : Cart Icon need WooCommerce plugin to be installed.
دروبنا
No Result
View All Result
Home سهولنا و جبالنا

مار موسى الحبشي: مسيرٌ إلى جبلٍ تنزلت عليه الروح 09-05-2025

في ربيعٍ تتفتح فيه الأرواح قبل الأزهار، كانت خُطانا تتجه نحو ديرٍ منسي على كتف الجبل، دير مار موسى الحبشي في النبك، ذاك النُزُل الصخري الذي حفظ بين جدرانه صمت النساك، وهمسات التاريخ، ونبوءة المحبة التي آمن بها راهب إيطالي جاء يبحث عن الله في الشرق. لم تكن رحلتنا إلى الدير مجرد مسيرٍ في الجغرافيا، بل ارتحالٌ في الزمن، صعودٌ من أرض الحياة اليومية إلى سماء التأمل، جولةٌ تبدأ على طريقٍ حجري وتكتمل في القلب.

الموقع الجغرافي: ملاذٌ على حافة الصحراء

دير مار موسى الحبشي يقبع على ارتفاع يناهز 1320 مترًا فوق سطح البحر، فوق تلة صخرية تشرف على وادٍ عميق جنوب شرقي مدينة النبك بنحو خمسة كيلومترات. يُحاصر المكان سكون البادية القلمونية، وتُحيط به التلال المتآكلة من رياح الزمن. لا طريق معبّدة توصلك إليه. يجب أن تمشي، تصعد، تتنفس من الجهد قبل أن تتنفس من روحانية الدير. صعودك إليه أشبه بصعود القلب إلى فجره

الموضوعات المرتبطة

مسير وادي بحيران.. على أعتاب جبل الشيخ و في قلبه 23-05-2025

مسير حلبون… عروس الجبال وسر الخصب الدائم 25-04-2025

مسير اللقاء والربيع: محطة قطار الخط الحديدي الحجازي 11-04-2025

 

 

مار موسى الحبشي: قديس إفريقي في صحراء سوريا

يُنسب هذا الدير إلى القديس مار موسى الحبشي، الذي تقول المصادر التاريخية إنه كان أميرًا إثيوبيًا، عاش في القرن السادس الميلادي، وترك عالم البلاط والسيوف، وهاجر إلى الشام بحثًا عن خلاص روحي، حتى استقر في هذه البقعة النائية من جبل القلمون. هناك، عاش ناسكًا، يُروى أنه كان يعالج الناس، ويزرع الأعشاب، ويصلي في سكون الليل. وتقول إحدى الروايات أن مار موسى كان من تلاميذ الحركة الرهبانية السريانية، التي انتشرت في الصحراء السورية، وجعلت من الزهد جسراً لبلوغ الله.

بُنيت الكنيسة الأصلية في القرن السادس، على الأغلب فوق المغارة التي كان يعتكف فيها موسى. وبقي الدير نشطًا خلال العصر البيزنطي والأموي، ثم تعرض للاندثار والإهمال بعد قرون من الفتح الإسلامي، لكنه ظل وجهة للمتصوفين والنساك الذين وجدوا فيه ملاذًا

 

   

البعث من جديد: حلم الأب باولو دالّوليو

في أواخر الثمانينات، وفي عزّ اللامبالاة التي غلفت الكنائس المنسية في الشرق، وصل الأب باولو دالّوليو، اليسوعي الإيطالي، إلى أطلال دير مار موسى. كان المكان مهجورًا، يتنفس تراب النسيان، تتسلقه الأشواك، وتسكنه الغربان. لكن باولو، بروحه الصوفية الثائرة، رأى فيه نداءً لا يُرد.

رأى الدير كأنما هو بيت الله الذي ينتظر أولاده من جديد، فبدأ مشروعًا جريئًا: ليس ترميم مبنى حجري فقط، بل إحياء روحٍ كاملة. وهكذا وُلدت “رهبنة مار موسى” الجديدة، لا كنسخة عن الماضي، بل كامتداد حيّ له، بثلاثة أسس جوهرية:

الصلاة:

حيث تكون الحياة اليومية مبنية على تأمل عميق بالله، في صمتٍ وصلاةٍ دائمة، مستوحاة من الروحانية الرهبانية القديمة. صلوات الدير تُقام باللغتين العربية والسريانية، ويُدعى إليها الجميع، على اختلاف دياناتهم.

العمل اليدوي المشترك:

لا مكان للبطالة أو التأمل المجرد. الكل يعمل: في الزراعة، في البناء، في الطهو، وفي الترجمة. “صلِّ واعمل”، شعارٌ قديم يعود ليحيا في حياة الدير الجديدة.

الحوار بين الأديان:

هذا كان الحلم الأكبر لباولو: أن يكون الدير جسرًا بين الإسلام والمسيحية. فكما جمع الله الناس على أرض واحدة، أراد الأب باولو أن يجمعهم في محبة واحدة. لهذا، لا تُغلق أبواب الدير في وجه أحد. المسلمون، المسيحيون، الملحدون… الجميع مدعوون للحوار، ليس بالكلمات فقط، بل بالعيش المشترك

 

 

الكنيسة القديمة: جدران تتكلم

عندما صعدنا درجات الجبل، كان التعب يحفر فينا، لكنه تعبٌ لذيذ. عند مدخل الدير، استقبلتنا الأخت كارول، التي نذرت حياتها لهذا المكان منذ أكثر من 20 عامًا. بابتسامتها الهادئة، وعينيها الشفافتين، قادتنا إلى الكنيسة البيزنطية القديمة، القلب النابض للمكان.

دخلنا كنيسة من القرن السادس، جدرانها مغطاة بالجداريات، كل لوحة تحكي قصة من العهدين القديم والجديد، بريشة فنانٍ عاش قبل قرون، لكنه يُخاطب عينيك كأنه معك الآن.

وقفنا أمام لوحة العشاء الأخير، حيث يجلس المسيح وسط تلاميذه، بألوان فاقعة رغم مرور الزمن. ثم أشارت الأخت كارول إلى رسمٍ آخر يمثل الدينونة الأخيرة، قالت: “هنا ليس للترهيب، بل للتذكير بأن الله لا يحكم، بل يحنو.”

وفي الزاوية، فوق مذبح قديم، لوحة صغيرة تمثل موسى الحبشي، ببشرته الداكنة، وملامح وجهه الهادئة، يتأمل من علٍ، كأنه ما زال يحرس المكان

 

 

في رحاب ليليان: رفيقة الدرب والشرح

رافقَتنا في الجولة أيضًا صديقتنا ليليان، التي لم تكن مجرد مرافق، بل راوٍ مفعم بالشغف. تنقلت بنا بين الغرف البسيطة، والمخازن القديمة،. ليليان، بخطواتها الواثقة وكلماتها الدافئة، كانت الجسر بيننا وبين التاريخ.

أشارت إلى جرن معمودية قديم محفور في الصخر، وقالت إنه يعود للقرن العاشر.

 

الدير الحديث: حياة منسوجة من صلاة وخبز

بعد الكنيسة، نزلنا إلى الدير الحديث، بُني في السفح، بأسلوب معماري يدمج بين البساطة الرهبانية والوظيفية المعاصرة. هناك التقت أرواح الرهبان والراهبات من خلفيات متعددة، يعيشون معًا، يُصلّون، يزرعون، يستقبلون الزوار.

في المطبخ، يُعدّون الطعام النباتي من منتجات الأرض: العدس، الحمص، الزيتون، الخبز العربي المصنوع على التنور. كل شيء هنا يُشعرك بأن البساطة ليست فقرًا، بل وفرة روحية

  

قصص الدير: التاريخ الحي

عبر القرون، لم يكن دير مار موسى صامتًا. تشير المخطوطات السريانية إلى أنه كان موطنًا لرهبان سريان، منهم ناسك يدعى “يوسف القلموني”، عُرف بحكمته وعلومه، وكانت تأتيه الوفود من حلب ودمشق للاستشارة.

كما تشير وثائق القرن الحادي عشر إلى زيارة الحاج المسيحي الألماني “روبرت من ماينز”، الذي ذكر الدير في يومياته واصفًا إياه بـ”النجمة المضيئة في صحراء بلا نجم”.

أما في العصر العثماني، فبقي الدير مركزًا لنسخ المخطوطات، ووجدت فيه مؤخّرًا أوراق سريانية تتحدث عن “صلاة المساء الكبرى” تُقام أيام الأعياد

 

   

النبك: المدينة التي تعانق زوارها

حين انتهت جولتنا، تركنا الدير في الغروب. مشينا الدرب ذاته، لكن بقلوبٍ أكثر امتلاءً. لم نعد كما كنا. وعندما وصلنا إلى مدينة النبك، كان الجوع قد دبّ فينا، فاقترحت ليليان أن نختم اليوم بطبق من المطبخ المحلي.

توجهنا إلى مطعم قريب  ، حيث استُقبلنا كما تُستقبل العائلة. على الطاولة، تجمّع كل ما يحبه القلب من المأكولات التي تعبق بالتوابل القلمونية. جلسنا نأكل ونضحك، بينما كانت المدينة تتنفس فينا، بسحرها، وهدوئها، وكرمها.

النبك، بمنازلها البيضاء، ومآذنها وقبابها، ليست مجرد طريق إلى دير. هي المدينة التي تعرف كيف تحتضن الزائر، وتجعله جزءًا منها. أهلها لا يسألون من أين أنت، بل ماذا تحتاج.

خاتمة: دير مار موسى — دعوة إلى الإصغاء

من يزور دير مار موسى لا يزور مبنًى أثريًا فقط، بل يدخل تجربة، يُخاطب فيها ذاته، ويمشي في دربٍ سلكه ناسك حبشي قبل أكثر من ألف عام، وواصل عليه راهب إيطالي في عصرنا الحديث، ويمضي فيه اليوم زوّار من كل فج

مار موسى ليس ديرًا فقط. إنه صدى للحوار، محراب للسكينة، ومرآة يرى فيها الإنسان وجهه الحقيقي. ومن يعرف الطريق إليه مرة، يعود إليه دومًا، ولو مشى إليه بقلبه فقط

إعداد المهندسة: نجاة العلي

الكوتش: بلال المصري

 

 

Tags: الأب باولوالنبكدير مار موسىمار موسى الحبشي
ShareSendPinSend
Previous Post

مسير حلبون… عروس الجبال وسر الخصب الدائم 25-04-2025

Next Post

مسير وادي بحيران.. على أعتاب جبل الشيخ و في قلبه 23-05-2025

Related Posts

مسير وادي بحيران.. على أعتاب جبل الشيخ و في قلبه 23-05-2025

مسير وادي بحيران.. على أعتاب جبل الشيخ و في قلبه 23-05-2025

27 مايو، 2025
مسير حلبون… عروس الجبال وسر الخصب الدائم 25-04-2025

مسير حلبون… عروس الجبال وسر الخصب الدائم 25-04-2025

29 أبريل، 2025
مسير اللقاء والربيع: محطة قطار الخط الحديدي الحجازي 11-04-2025

مسير اللقاء والربيع: محطة قطار الخط الحديدي الحجازي 11-04-2025

14 أبريل، 2025
مسير عبر التاريخ إلى بصرى الشام …. 24/01/2025

مسير عبر التاريخ إلى بصرى الشام …. 24/01/2025

2 فبراير، 2025
Load More

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مؤسسة إجتماعية سياحية ترفيهية غير حكومية..
مشي وترحال وتخييم.. (قيد الترخيص)

التصنيفات الأساسية

  • تاريخنا و آثارنا
  • حكاياتنا بحاراتنا
  • سهولنا و جبالنا
  • مستوى الصعوبة
    • مستوى مبتدئ
    • مستوى متقدم
    • مستوى متوسط

الانستغرام

    Go to the Customizer > JNews : Social, Like & View > Instagram Feed Setting, to connect your Instagram account.

أحدث المقالات

مسير وادي بحيران.. على أعتاب جبل الشيخ و في قلبه 23-05-2025

مسير وادي بحيران.. على أعتاب جبل الشيخ و في قلبه 23-05-2025

27 مايو، 2025
مار موسى الحبشي: مسيرٌ إلى جبلٍ تنزلت عليه الروح 09-05-2025

مار موسى الحبشي: مسيرٌ إلى جبلٍ تنزلت عليه الروح 09-05-2025

15 مايو، 2025
No Result
View All Result
  • التصنيفات
  • حكاياتنا بحاراتنا
  • تاريخنا و آثارنا
  • سهولنا و جبالنا
  • الأرشيف
  • اتصل بنا
  • عن المدونة

© 2024 Droopna - Designed & By Najat Al-Ali & Bilal AL-Masri & Muteaa Al-tahaanJegtheme.