حي الميدان يُعتبر من أبرز الأحياء الدمشقية التي تجذب الزوار لاكتشافها وزيارتها
اكتسب حي الميدان أهميته الكبيرة من موقعه الجغرافي فهو بوابة دمشق و نافذتها إلى جنوب سورية و الأردن و الحجاز و فلسطين و مصر
التسمية:
أطلق على أرض الميدان الحالي سابقا “ميدان الحصى” كان موقعه في مكان منطقة باب مصلى حاليا و الذي يعرف أيضا بالميدان التحتاني و لاحقا شاعت التسمية لتشمل كل المكان الذي احتله حي الميدان وصولا الى بوابة الله في موقع ساحة محمد الأشمر حاليا
أما تسمية الموقع بالميدان فلأن أرضه مستوية واسعة تصلح لسباقات الخيل و أما الحصى فمصدرها أن أرضه كانت تربة لحقية مفروشة بالحصى التي كان يحملها فيضان فرعي بردى القنوات و الديراني في سنوات المطر الغزير
الموقع
يقع حي الميدان الى الجنوب الغربي من مدينة دمشق القديمة و يمتد الى الجنوب على شكل لسان طويل في غوطات دمشق الشرقية و الغربية و الجنوبية, يمتد الحي جنوبا لمسافة نحو اثنين و نصف كيلو متر و يعطي الميدان لمدينة دمشق شكلا فريدا , و قد أوحى بصور متنوعة للرحالة الغربيين في القرن التاسع عشر فهو كما صوره أحدهم حي عجيب ممتد نجو الجنوب كذنب مقلاة أو هو شكل شارع تجاري طويل غير مسقوف و جرى تصويره على أنه زائدة في جسم دمشق و التي شبهت بطائرة الورق ذنبها الطويل حي الميدان
كانت حدود الميدان حتى أواخر القرن العشرين على النحو التالي
شرقا تحده بساتين الغوطة التي يطلق عليها المزرعة و التي كان موقعها مكان الزاهرة القديمة لاحقا
يليها من الشمال “الزفتية ” التي كانت منطقة سكنية بائسة شبيهة بالقرية من حيث بنائها المعماري.
غربا تنتهي حدوده عند الجانب الشرقي لشارع كورنيش الميدان و الذي يمتد من منطقة الإطفائية و حتى ساحة محمد الأشمر مارا بمحاذاة جامع زيد بن ثابت و مسجد الحسن
و أما جنوبا كان يحد الميدان بستان كبير كان يطلق عليه بستان الزين
أما شمالا تنتهي حدوده عند منطقة السويقة عند مسجد مراد باشا
تاريخه و تطوره:
يعد حي الميدان من أكبر أحياء دمشق مساحة و سكانا و من أقدم أحياء المدينة خارج السور, تعود بداياته الأولى إلى العصر الأموي حين كانت أرضه ميدانا لسباق الخيل و الفروسية و كان يحضرها الخليفة الوليد بن عبد الملك, استخدمت أرضه مخيما لزوار المدينة ممن تضيق المدينة داخل السور عن استيعابهم.
ورد ذكر حي الميدان في العديد من كتب المؤرخين و كان أقدم ذكر للحي على لسان المؤرخ الدمشقي “أبي على القلانسي ” في كتابه “ذيل تاريخ دمشق” الذي يشير الى ان أقدم علم أثري في حي الميدان هو جامع الفلوس الذي يعود الى العهد الفاطمي كما أورد ابن عساكر ذكر حي الميدان في كتابه “تاريخ مدينة دمشق” إلا ان أكثر ذكر للميدان كان في كتاب حوادث دمشق اليومية للشيخ أحمد بديري الحلاق مثل خروج محمل الحج و تعرض حي الميدان للقصف و النهب و التدمير و غير ذلك من الحوادث
أزقة و حارات الميدان:
تتوزع أزقة حي الميدان على ثلاثة أجزاء و هي:
الميدان التحتاني: و يضم زقاق البقارة – باب مصلى- الحبالة – الجواني – الحوارنة- الزين- جوبان- القبة الحمراء – القملة- قويق- المصبنة- النشار- الجوزي.
الميدان الوسطاني: أهم الأزقة فيه (الموصلي – القرشي – العسكري- المحمصي- البصل الطالع – الحطاب- البرج- الحشاشة-الحجاجية)
الأسواق في حي الميدان:
سوق الحبوب – سوق الجمال – سوق الغنم
الآثار و الأوابد:
الحي غني بالأوابد الأثرية و المعالم الحضارية من مساجد و زوايا صوفية و أسواق تجارية متخصصة و حمامات و غيرها ما يجعله من أهم أحياء دمشق و أكثرها أصالة و غنى بحوادث التاريخ فمنه عيرت قافلة الحج الشامي المتجهة الى الحجاز لتعود راجعة عبر بوابة الميدان و شارعه
كما عرف بالطريق السلطاني بسبب مرور الأمراء و السلاطين منه في طريقهم الى مصر و فلسطين
كما يضم الميدان عددا من الحمامات و الأضرحة و المقابر
المساجد في حي الميدان:
مسجد التينية – مسجد باب مصلى – مسجد رجال الزاوية – مسجد الشيخ يعقوب – مسجد الكنجلية – مسجد القاعة – مسجد الغنيمي – مسجد الرفاعي- مسجد الفواص – مسجد عايلة و عويلة – مسجد النقشبندي – مسجد تربة آراق – مسجد الخانقية – مسجد منجك – مسجد النارنج – مسجد الدقاق
الكنائس في حي الميدان:
كنيسة حنانيا – كنيسة القديس جاورجوريوس – كنيسة سيدة النياح
الحمامات في حي الميدان
حمام التوتية – حمام فتحي – حمام الدرب – حمام الرفاعي – حمام عقيل
الزوايا و الأضرحة في حي الميدان
الزاوية السعدية -الزاوية القادرية
الزاوية الرشيدية تقع في الميدان الفوقاني غربي الشارع العام مقابل جامع الدقاق و المعروف قديما باسم الجامع الكريمي و هذه الزاوية لا تزال قائمة في حي الميدان و يسمونها المدرسة الرشيدية و الزاوية الرشيدية و قد اختلف في اسم واقفها الا انه موجود عليها رمز الكأس الذي كان شعارا للأمير تنكز الناصري علما انه لم يشر الى اسم الباني الحقيقي و استنادا الى ذلك نستطيع القول ات تاريخ بنائها نحو 735هجريو قد ذكر الدكتور قتيبة الشهابي في كتابه دمشق تاريخ و صور فقال المدرسة الرشيدية هي تربة مجهولة من العهد المملوكي في محلة الميدان الفوقاني و من غير الممكن في الوقت الحالي معرفة التاريخ بنائها لاختفاء الكتابة المنقوشة علي واجهتها الغربية خلف المباني الحديثة
الأضرحة في حي الميدان
الشيخ الغواص – الشيخ محي الدين حرب – الوالي القرشي – أبو الفلوس – موسى الصومالي
من أشهر أعلام و شخصيات حي الميدان
المجاهد محمد الأشمر – الشيخ عبد الغني الغنيمي – الشيخ عبد الرزاق البيطار – الشيخ محمد بهجت البيطار –
ميشيل عفلق – صلاح الدين البيطار – نازك العابد – برهان العابد – مأمون المهايني- عاصم البيطار